حانت لحظة الحسم...................ـ
فقد انتشر خبر اختفاء الجندى الانجليزى جون أو جونى على اختلاف الروايات ونشطت الاجهزة الامنية والعسكرية فى البحث عنه فى كل مكان
كما ان الخلية كانت قد اكتملت بعودة المناضلة جميلة بو حريد من مهمة نضالية اخرى فى منطقة القناة الحبيبة
جميلة التى تعمل فى قسم الحسابات بشركة نابلسى شاهين للصابون هى العضو النسائى الاخر فى الخلية؛لكن دورها النضالى يختلف تماما عن دور المناضلة الرائعة مادلين....فبالاضافة الى اتقان جميلة للغة الانجليزية وبلكنة اجنبية الا انها تتمتع بمهارة عالية فى اطلاق النار من على مسافات بعيدة، كما أن لها خبرة واسعة فى زرع المتفجرات والتفجير عن بعد اكتسبتها من مشاركتها فى الثورة الفلسطينية عام 36
بعد اكتمال الخلية بدأنا فى تنفيذ الفصل الاخير من العملية......ـ
نزلت انا أبوسويلم و سى السيد ومعنا جون وركبنا سيارة كسلان التى قادها تخاريف بنفسه متوجهين الى وسط القاهرة فى حين بقى بتاع الجاز مع مادلين وكسلان وجميلة فى العوامة يستعدون للمشهد الاخير
وبمجرد ان دخلنا شارع عماد الدين اذا بنا نشعر بسيارة سوداء تسير خلفنا اينما ذهبنا
قرر تخاريف التخلص من هذه السيارة وحاول التملص منها اكثر من مرة دون فائدة ؛ الا أنه تمكن فى النهاية من الاختفاء وسط زحام السيارات فى ساعة الذروة ، وبعدها لم نجد بدا الا ان نعود الى العوامة
ولأن السيارة مسجلة باسم كسلان والعوامة تعود ملكيتها الى ابيه فقد توقعنا ان يقوم البوليس السياسى بمهاجمة العوامة
وكان ما كان ؛فلم تمض سوى ساعة واحدة وكانت قوة مشتركة من الجيش الانجليزى والبوليس السياسى قد جاءت لتهاجم العوامة
القوة المكونة من خمسة جيبات انجليزية وثلاث سيارات للبوليس السياسى وقوامها خمسون جنديا تقدمت لتقتحم العوامة لتخلص جون وتقبض على خاطفيه
واليكم الصورة.........ـ
كسلان وتخاريف وجميلة متنكرون فى زي صيادين فى مركب فى وسط النيل على مسافة غير بعيدة من العوامة
بتاع الجاز و مادلين يجلسان كحبيبين فى حديقة على النيل على مقربة من العوامة
أنا و سى السيد نتابع المشهد من بناية قديمة تطل على النيل على الجانب المقابل لمادلين وحبيبها
تقدمت القوة لتقتحم العوامة ؛ونزل ضابط انجليزى يتبعه عشرون جنديا الى العوامة فيما انتظر الباقون على الشاطىء
وبمجرد أن نزل الضابط وجنوده الى العوامة ليجدوا جون مقيدا فى ركن من العوامة ؛وبمجرد ان دخلوا جميعا اذا بجميلة تضغط على الزر لينفجر الجسر الخشبى المؤدى الى العوامة وبضغطة اخرى انفجرت العوامة باكملها
حينها اصابت باقى القوة الهلع وجاءتهم المفاجأة الأخرى حين ضغط بتاع الجاز على الزر لتنفجر السيارات الواقفة شرقى العوامة ، وتتوالى المفاجآت بتفجير السيارات الواقفة على الجانب الغربى للعوامة حين قام سى السيد بالضغط على المفجر الذى بحوذتنا
قتل أربعون جنديا وجرح الباقون وتمت العملية بنجاح منقطع النظير ؛الا ان القدر ابى الا ان يهدينا بهدية....ـ
جاد بتاع الجاز بروحه على اثر تلقيه رصاصة فى كتفه الايمن حين لمحه احد عساكر الانجليز وهو يضغط على زر التفجير
جاد بأنفاسه الاخيرة وهو ملقى فى أحضان مادلين ولسانه يهتف حتى الرمق الأخير
عسى خلاصك يا مصر قريب
تمت